
البداية من هنا
كانت نورة تجلس في زاوية غرفتها الصغيرة، نظراتها ضاعَت بين الأوراق المتناثرة على الطاولة. كانت تحلم بحياة مختلفة، حياة فيها مساحة للحرية، حياة جديدة. تحلم بالسفر، لكن دائمًا هناك شيء يمنعها. مثل ظل ثقيل على قلبها، يمنعها من الإقدام على الخطوة الأولى.
“لو سافرت، مين هيشيل عني المسؤولية؟”
كانت تلك أفكارها التي تطاردها كلما همت بالرحيل. “أهلي هيفكروا إني ههملهم، هسيبهم من غير رعاية.”
لكن في نفس الوقت، كانت تخفي من داخلها رغبة جامحة في اكتشاف العالم، في الانطلاق بعيدًا عن كل ما هو مألوف. كانت تشعر أن هناك شيئًا عميقًا داخلها يريد أن يكتشف الحياة بعيون جديدة.
في أحد الأيام، أثناء حديثها مع صديقتها ليلى، قالت ليلى بحسم: “ليه مش بتفكري في نفسك؟ في كل مرة تتأخري في اتخاذ القرار ده، الحياة بتمضي، وأنتِ واقفة في نفس المكان. مفيش حد هيعيش حياتك غيرك.”
لم تكن نورة قد فكرت كثيرًا في كلام ليلى قبل تلك اللحظة، لكنها بدأت تراقب نفسها. كيف تفكر في كل خطوة قبل أن تأخذها؟ كيف تخلق أفكارًا سلبية تمنعها من التحرك للأمام؟ كلما فكرت في السفر، تذكرت العوائق التي وضعتها في عقلها: “أنا مش هقدر، أهلي مش هيرضوا، الناس هيفكروا إني مهملة.”
لكن اليوم، قررت أن تحدد بداية جديدة. بدأت تكتب في دفترها كل يوم، تكتب كل ما يمنعها من اتخاذ خطوة جديدة، وكل ما تحلم به. بدأت تمرّن نفسها على تكرار كلمات إيجابية كل صباح: “أنا قادرة على اتخاذ قراراتي، أنا أستحق الحياة التي أريدها، الطريق أمامي مفتوح.”
أخذت نورة قرارًا. في اليوم التالي، قررت أن تخرج في نزهة، تتنفس الهواء النقي. وفي طريقها، قالت لنفسها بصوت منخفض: “أنا أستطيع أن أعيش الحياة التي أريدها. اليوم هو بداية التغيير.”
بدأت نورة تُدرب نفسها على أن تكون أكثر وعيًا بكل فكرة سلبية تظهر في ذهنها، فكلما شعرت بالخوف أو التردد، كانت تردد لنفسها: “أنا أستحق أن أعيش حياتي بحرية. كل عقبة هي فرصة جديدة للنمو.”
ومع مرور الأيام، شعرت بأنها أكثر قوة، أكثر ثقة في نفسها. شعرت أن الحياة تبدأ من هنا. بدأت تتحرك بخطوات صغيرة نحو حلمها. كانت تتخذ قرارات بناءً على ما يريحها هي، لا بناءً على توقعات الآخرين.
وفي النهاية، جاء يوم السفر. كان قلبها ينبض بشدة، لكن نورة كانت واثقة في نفسها أكثر من أي وقت مضى. هي الآن تعرف أن الحياة لا تنتظر أحدًا، وأن القرار الصحيح يبدأ من داخلنا.
“كل خطوة، مهما كانت صغيرة، تقربني من الحياة التي أريدها,” همست نورة لنفسها، وهي تستقل الطائرة التي ستأخذها إلى وجهتها الأولى.
التوكيدات الإيجابية التي يمكن استخدامها لتغيير حياتك:
“أنا أستحق الحياة التي أريدها.”
“كل خطوة أتناولها هي خطوة أقرب لتحقيق حلمي.”
“أنا قوية، وأنا قادرة على اتخاذ قراراتي.”
“أختار أن أعيش بحرية وسلام داخلي.”
“التغيير يبدأ من داخلنا، وأنا أبدأ الآن.”
التمارين التي يمكنك دمجها:
تمرين الكتابة اليومية:
اكتب كل ما يدور في ذهنك ويمنعك من المضي قدمًا، ثم اكتب أفكارًا مضادة تدعم قرارك في التغيير.
التوكيدات اليومية:
اختر ثلاث توكيدات إيجابية وكررها كل صباح لمدة 21 يومًا، لتجعلها جزءًا من عقلك الباطن.
التنفس العميق:
كلما شعرت بالتوتر أو الشك، مارس التنفس العميق لمدة دقيقتين. هذا يساعد على تهدئة العقل وتصفية الأفكار.